الخميس، 27 مايو 2010

--> تابع : سلسلة خواطر (من تأليف العبد لله المغربي)

الخاطرة (2)

وحدانية الخالق تجلو في خلقة

تعالى بنا أخي في الله نبحر في التأمل في هذه الخاطرة ونغوص ونبحث في أعماق المحيط الذي لا نهاية لقعره , حقا لانهاية له فكما قال تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) "وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها" حقا فنعم الله في خلق مخلوقاته لا تنتهي ابدا –فما بالك بنعم الله على مخلوقاته- سبحان الله.

ولكن دعنى اتطرق معك أخي المسلم الى هذه الخاطرة التي تبدي وتظهر عظمة ووحدانية الخالق عز وجل الا وهي التشابهات في الخلق , وقد صنفتها الى صنفين أ)الصنف المادي المرئي. ب)الصنف الحسي الوجداني.

فلننظر الى الصنف الاول وهو الصنف المرئي وهو مثلا كما نرى في خلق الله للخلية الحية اذا بها تحتوي على عضيات تتشابه مع مثيلتها في كثير من الخليا الاخرى , فالخلايا الحيوانية مثلا تتشابه مع بعضها البعض في كثير من مكوناتها وكذلك تتشابه ايضا مع الخلية النباتية في كثير من مكوناتها وعضياتها وهذا دليل على ان الخالق واحد فلو تعدد الخالقون -لا اله الا الله- لوجدت هناك اصناف لا تشابه بينها ابدا ولتدهور الكون في خلقه لان كل خالق سيخلق على رغبته فيتنافى خلق مع خلق فينهار الكون فسبحان الخلاق الواحد جل جلاله وتقدست أسمائه

ومثالا أخر ايضا لصنف التشابه المرئي الا وهو تشابه الذرة مع المجرة والمجموعة الشمسية , فالذرة بها نواة تدور حولها الكترونات في مسارات خاصه واليضا المجموعة الشمسية تتألف من نجم يحل محل النواة وتلتف حولها الكواكب في مسارات خاصة بها , فسبحان الخالق الواحد.

أما النوع الثاني من التشابهات في خلق الخالق واللذي اوصفة بالشيء المحسوس الوجداني فهو يتمثل واضحا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "انما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى"صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , فالحديث له معنى صريح الا وهو ان المؤمنون دائما متأخون ومتوادون ومتراحمون مع بعضهم البعض واذا تأذى احد منهم او اصابه شيء عاونه وساعده أخواه المؤمنون ووقفوا بجانبه دوما وأبدا.

ولكن اذا نظرنا من جانب التأمل سنرى بان الله حقا قد خلق المجتمعات والامم كخلق الانسان نفسه.

فالامة الاسلامية مثلا هي عبارة عن جسد وفيها نرى الاتي:-

- الاسلام هو روح الجسد والمسلمون هم خلاياة , فإذا ضحت الخلايا لانقاذ الجسد (كما يحدث في الخلايا المناعية لحسم الانسان) نجت الروح من الهلاك , وهكذا الاسلام , اذا ضحى المسلمون لنصرة الاسلام فسيحيى الاسلام ويقوى ويعلوا . اما اذا حدث النقيض فلن ينجوا أحد , فإذا أهملت الخلايا الجسد ماتت الروح , وعندما تموت الروح يموت بعدها الجسد وهكذا خلاياه , حتى وان تبقت بعضها حية فانها هالكة هالكة , فالمسلمون اذا نسوا دينهم وتركوا الاعداء ينهشون في أعراض ذمتنا فلن ينجوا المتخاذلون من المسلمين ,فإذا مات الاسلام -وحاش لله ان يحدث- مات المسلمون أجمعون.

- الجسد يتكون من قلب وعقل وغيره وغيره من الاعضاء الهامة , كما انه يحتوي على الاظافر والشعر , فهكذا حال البشر والمسلمون , فالمسلمون منهم أتقياء ومؤمنون ألا وهم عماد الدين فهؤلاء يمثلون خلايا الاعضاء الهامة مثل القلب والعقل فإذا قلوا او ضعفوا ضعف القلب حتى يموت , أما الصنف الاخر فهو المسلمون المتخاذلون التافهون الذين هم وجودهم كعدمهم لا فائدة منه لذلك فهم كخلايا الاظافر والشعر ,متى ذهبوا او بقوا فلن يؤثروا على الجسد بشيء فهم كغثاء السيل.

- الشبه الثالث أرى انه يتمثل في خلق الله للجسد وجعل له القدرة في ان يجعل بعض الخلايا القديمة او الخلايا الفاسدة تنتحر بفعل ترجمة شريط الاحماض النووية DNA في نواة الخلية , وهذه النعمة التي اعطاها الله لجسد الانسان تقيه من تكون السرطان فاذا تركت الخلية الفاسدة تنموا وتتكاثر أصبحت خلية سرطانية ونتج عنها تكون السرطان ,لذا فهو الحال نفسه في المجتمع الاسلامي فهناك القاتل أوالزاني أو السارق أو المرتشي أو أو... ,اذا ترك ولم يعاقب بغى وزاد في بغيه وقلده كثيرا من غيره فكونوا عصابة سرطانية في جسد المجتمع الاسلامي ,لذلك فإن تطبيق العقوبة في الاسلام كما هو في شرع الاسلام هو الحل الوحيد لانقاذ الاسلام والمسلمين من سرطانات العصر.

وكان هذا بعض بل وقليل القليل معجزات الله التي تدل على وحدانيته في الخلق فهذا ما الهمني الله اليه وانا لله شاكرا وحامدا على ما ابصرني فسبحان القائل

بسم الله الرحمن الرحيم "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء قدير" صدق الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق